#درس_من_التاريخ
في عام 641 من الهجرة كان الصراع السلطوي على أشده بين أبناء البيت الأيوبي على ملك مصر والشام وما حولهما.. فقام الملك (الصالح إسماعيل الأيوبي) الذي كان يسيطر على دمشق بالتحـالف مع ابن أخيه (الناصر داود) صاحب الكرك، ومع الملك (المنصور إبراهيم) صاحب حمص، لحرب ابن أخيه الملك (الصالح أيوب) والاستيلاء على عرش مصر.
ولم يكتف الصالح إسماعيل بذلك بل تحالف أيضا مع الصليبيين المسيطرين على بعض مدن الساحل (ساحل الشام) .. واشترط الصليبيون حينها أن يسلمهم الملك الصالح إسماعيل كل ما فتحه صلاح الدين الأيوبي من أراض ومدن مقابل تحالفهم معه ضد الصالح أيوب.. فقبل بذلك الصالح إسماعيل.
فجهز الصليبيون حينها جيشا لم يخرجوا بمثله منذ هزيمتهم في حطين، وانضموا للتحالف الأيوبي ضد الصالح أيوب.. ودقت الحرب طبولها.
فلما بلغ الأمر الشيخ العز بن عبد السلام ثار وأنكر التحالف مع الصليبيين ومظاهرتهم على المسلمين.. فما كان من الصالح إسماعيل إلا أن عزله عن منصبه في القضاء، ومنعه من الخطابة، ثم أمر باعتقاله وحبسه.
إلا أن الشيخ العز بن عبد السلام قد نجا منهم بمعية الله تعالى، فسار إلى مصر، ولجأ إلى الصالح أيوب الذي كان أكثر ورعا وغيرة على الدين، فولاه الخطابة بـجامع عمرو بن العاص وقلده قضاء مصر، ووقف الشيخ إلى جانبه في وجه التحالف الأيوبي الصليبي.. واستعان حينها الملك الصالح أيوب بالعساكر الخوارزمية لدعم جيشه.. وهم جنود مسلمون شديدو البأس والقوة من بلاد ما وراء النهر (أوزبكستان حاليا).
وفي عام 642هـ التقى الجمعان في شمالي غزة في معركة فاصلة عُرفت باسم #معركة_الحربية أو #معركة_لافوربي ونَصر الله فيها عباده المخلصين، وكُسرت فئة الصالح إسماعيل ومن تحالف معهم من الصليبيين كسرة عظيمة، وُقتل وأُسر من الفرنجة أعدادٌ كبيرة، وكان يوما من أيام التاريخ!
وحُكي عن الملك المنصور حليف الصالح إسماعيل أنه قال تعقيبا على الهزيمة: والله لقد حضرتُ الحرب ذلك اليوم وأوقع الله تعالى في قلبي إنا لا ننتصر لانتصارنا بالكفّار على المسلمين!
لقد أرهق الصراع داخل البيت الأيوبي دولتهم وكان من أهم أسباب زوالها.. ولكن يحفظ التاريخ للصالح أيوب نصرته للإسلام، وصموده أمام التحالف الصليبي، وإعادة القدس مرة أخرى للمسلمين بعد أن ضاعت في عهد أبيه الملك الكامل، كما يحفظ له التاريخ صموده أمام حملة لويس التاسع الصليبية ودحرها.. أما الخائنون فلا يحفظ لهم التاريخ إلا مواقفهم المخزية.
بقلم الأستاذ هيثم خليل حفظه الله
تعليقات
إرسال تعليق