الرجل الذي فرحت كل اوروبا بموته ..
..
تبدأ قصة المنصور ( مُحمد بن أبي عامر ) أنه كان حسن الخط ، فافتتح دكاناً صغيراً بجوار قصر الخلافة في قرطبة لكتابة الشكاوى والمعاريض المرفوعة للخليفة الأموي لمن لا يحسن الكتابة والخط ، وذلك للإنفاق على تعليمه .
ومع كثرة دخول الخطابات على الخليفة أعجب بحسن الخط وسأل عن صاحبها ، فأخبر أنه رجل ضعيف يسترزق بالكتابة ، وله دكان صغير خارج القصر ، فطلبه الخليفة وعهد إليه بعدة وظائف كتابية ، فوضع قدمه في قصر الحكم ليكون موظفاً صغيراً ، فتمكن بفرط ذكائه وقدرته القيادية أن يحكم الأندلس بعد وقت .
وعندما طلبت السيدة "صبح" زوجة الخليفة وأم "هشام" ولي العهد الخليفة القادم بعد أبيه من يكتب عنها، فعرّفها به من كان يأنس إليه بالجلوس من فتيان القصر ، فترقى إلى أن كتب عنها ، فاستحسنته حتى صار هو المسؤول عن إدارة أملاكها والنظر في مزارعها وبساتينها .
كما أسند إليه الخليفة مهمة الإشراف على أملاك ولي العهد ثم إدارة الخزانة العامة ودار المواريث وغيرها من المناصب العامة لما رأى من عزمه وطموحه وتفانيه في العمل ، وكان عمر المنصور وقتها لم يتجاوز السابعة والعشرين ، فلقب "بفتي الدولة" وذلك بفضل مواهبه وإمكاناته الباهرة .
إنه نسيج فريد بين الرجال ، ونموذج لا نظير له بين القادة .
وقد تكون هناك ملامح متشابهة بين بعض الرجال في حوافزهم ودوافعهم ، في طموحاتهم ومطامعهم، في أخلاقهم وطبائعهم، غير أنهم لا بد وأن يختلفوا فيما يحققونه وفيما ينجزونه ، بقدر ما يتباينون في طرائقهم وأساليبهم .
لقد برز المنصور في فترة صعبة من حياة الأندلس الإسلامية ، كانت فيها ممالك النصارى في الشمال قد اكتسبت كل ظواهر الدول وقوتها ، وأخذت هذه المالك في توجيه جهدها لحرب المسلمين من قبل أن تعلن الحرب الصليبية بصوره رسمية ، وكانت أندلس المسلمين قد عَرفت في عهدي عبد الرحمن الناصر ، وابنه الحكم المستنصر ذروة عهد المجد والقوة ، غير أن هذه القوة كانت تُخفي تحتها من ظواهر التمزق المرعبة ما يتهدد أندلس المسلمين بشر مستطير .
وجائت وفاة الحكم المستنصر المباغتة ، وعدم وجود رجل قوي من البيت الأموي يتولى القيام بإدارة الدولة والحرب ليترك فراغاً خطيرا ً، فتصدى المنصور لحمل هذه المسؤولية .
أما عن إدارة الدولة الأموية في الأندلس فكانت تعتمد على الخليفة يعاونه شخص يلقب بـ "الحاجب" ، وإدارة الدولة كانت بيد الحاجب "جعفر بن عثمان المصحفي" ، وكان أبو تمام غالب بن عبد الرحمن من أعظم القادة وأكثرهم كفاءة عند أمويي الأندلس .
#يتبع إن شاء الله
الحاجب المنصور : لناصر بن محمد الأحمد
..
تبدأ قصة المنصور ( مُحمد بن أبي عامر ) أنه كان حسن الخط ، فافتتح دكاناً صغيراً بجوار قصر الخلافة في قرطبة لكتابة الشكاوى والمعاريض المرفوعة للخليفة الأموي لمن لا يحسن الكتابة والخط ، وذلك للإنفاق على تعليمه .
ومع كثرة دخول الخطابات على الخليفة أعجب بحسن الخط وسأل عن صاحبها ، فأخبر أنه رجل ضعيف يسترزق بالكتابة ، وله دكان صغير خارج القصر ، فطلبه الخليفة وعهد إليه بعدة وظائف كتابية ، فوضع قدمه في قصر الحكم ليكون موظفاً صغيراً ، فتمكن بفرط ذكائه وقدرته القيادية أن يحكم الأندلس بعد وقت .
وعندما طلبت السيدة "صبح" زوجة الخليفة وأم "هشام" ولي العهد الخليفة القادم بعد أبيه من يكتب عنها، فعرّفها به من كان يأنس إليه بالجلوس من فتيان القصر ، فترقى إلى أن كتب عنها ، فاستحسنته حتى صار هو المسؤول عن إدارة أملاكها والنظر في مزارعها وبساتينها .
كما أسند إليه الخليفة مهمة الإشراف على أملاك ولي العهد ثم إدارة الخزانة العامة ودار المواريث وغيرها من المناصب العامة لما رأى من عزمه وطموحه وتفانيه في العمل ، وكان عمر المنصور وقتها لم يتجاوز السابعة والعشرين ، فلقب "بفتي الدولة" وذلك بفضل مواهبه وإمكاناته الباهرة .
إنه نسيج فريد بين الرجال ، ونموذج لا نظير له بين القادة .
وقد تكون هناك ملامح متشابهة بين بعض الرجال في حوافزهم ودوافعهم ، في طموحاتهم ومطامعهم، في أخلاقهم وطبائعهم، غير أنهم لا بد وأن يختلفوا فيما يحققونه وفيما ينجزونه ، بقدر ما يتباينون في طرائقهم وأساليبهم .
لقد برز المنصور في فترة صعبة من حياة الأندلس الإسلامية ، كانت فيها ممالك النصارى في الشمال قد اكتسبت كل ظواهر الدول وقوتها ، وأخذت هذه المالك في توجيه جهدها لحرب المسلمين من قبل أن تعلن الحرب الصليبية بصوره رسمية ، وكانت أندلس المسلمين قد عَرفت في عهدي عبد الرحمن الناصر ، وابنه الحكم المستنصر ذروة عهد المجد والقوة ، غير أن هذه القوة كانت تُخفي تحتها من ظواهر التمزق المرعبة ما يتهدد أندلس المسلمين بشر مستطير .
وجائت وفاة الحكم المستنصر المباغتة ، وعدم وجود رجل قوي من البيت الأموي يتولى القيام بإدارة الدولة والحرب ليترك فراغاً خطيرا ً، فتصدى المنصور لحمل هذه المسؤولية .
أما عن إدارة الدولة الأموية في الأندلس فكانت تعتمد على الخليفة يعاونه شخص يلقب بـ "الحاجب" ، وإدارة الدولة كانت بيد الحاجب "جعفر بن عثمان المصحفي" ، وكان أبو تمام غالب بن عبد الرحمن من أعظم القادة وأكثرهم كفاءة عند أمويي الأندلس .
#يتبع إن شاء الله
الحاجب المنصور : لناصر بن محمد الأحمد
<ins class="adsbygoogle"
style="display:block; text-align:center;"
data-ad-layout="in-article"
data-ad-format="fluid"
data-ad-client="ca-pub-4198975639951130"
data-ad-slot="8786538397"></ins>
<script>
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
</script>
تعليقات
إرسال تعليق